كل ما ترغب بمعرفته عن السوق الرمادية
المحتويات
تنتشر الكثير من المصطلحات المختلفة في عالم التداول بشكل مستمر، ومن أبرز هذه المصطلحات هي السوق الرمادية. حيث لا يعتبر مصطلح السوق الرمادية مصطلحاً جديداً في مجال التداول، وإنما انتشر في الفترة الأخيرة بشكل كبير. ولهذا السبب يرغب الكثير من الأشخاص المتداولين أو الجدد في مجال التداول في التعرف على هذا المفهوم. ولذلك سنتحدث في سطور هذا المقال عن كل المعلومات المهمة حول السوق الرمادية في عالم التداول. تابع معنا القراءة لتعرف المزيد من التفاصيل عن هذا الموضوع.
ما هي السوق الرمادية؟
يشير مصطلح السوق الرمادية، أو كما يطلق عليه أيضاً السوق الموازية، إلى سوق يهدف بشكل أساسي إلى توقع القيمة السوقية الإجمالية للشركات، وذلك في نهاية اليوم الأول للتداول الخاص بها. مع العلم بأن عملية التوقع هذه تتم قبل أن تقوم الشركة بطرح العام الأولي الخاص بها، أي قبل توزيع الأسهم والاكتتاب الخاص بها. بالتالي فإنه يساعد المتداولين والمستثمرين في الشركة بشكل عام في تحديد القرار المناسب في الاستثمار بهذه الشركة. ويساهم في تحديد مدى قوة الشركة في عالم التداول، لكونه يساعد في تقدير القيمة القيمة السوقية الإجمالية الخاصة بها.
السوق الرمادية في عالم التداول
يعتبر السوق الرمادي أو السوق الموازي طريقة لتداول الأوراق المالية لبعض الشركات التي تكون غير موجودة في البورصة. أي أنه يستهدف بشكل أساسي الشركات التي تكون خارج نطاق البورصة وخارج الأسواق المنظمة. ولهذا السبب يطلق عليه اسم السوق الموازية. ويعتبر واحداً من مجالات الاستثمار التي يختلف عليها الخبراء الماليين وخبراء التداول بشكل كبير. حيث يرى قسم منهم بأن الاستثمار في هذا السوق هو أمر غير جيد. وذلك لأنه مشكوك فيه، والأوراق المالية الموجودة فيه هي أوراق غير محددة بشروط أو عقود. أي أنه لا يوجد جهة رسمية تقوم بتحديد سعر هذه الأوراق أو الاشتراطات الخاصة بها.
بالإضافة إلى ذلك، لا يتم جمع عروض المستثمرين في هذا السوق في مركز محدد. الأمر الذي يجعله من الأسواق التي تثير الشكوك بشكل كبير بالنسبة لأغلب المستثمرين في مجال التداول. ولهذا السبب يمكن القول بناءً على هذا الكلام بأن السوق الموازية هي سوق منعدمة الشفافية نوعاً ما. ولكن من ناحية أخرى، يرى بعض الخبراء والمحلليين الماليين أيضاً أن السوق الرمادي هو فرصة استثمار رائعة. وخصوصاً بالنسبة للشركات الصغيرة أو الشركات المتوسطة، وليس الشركات الكبيرة. بحيث يرى هؤلاء المحلليين بأن هذه السوق تساعد في زيادة الأنشطة الخاصة بهذه الشركات، وزيادة القيمة السوقية الخاصة بها. الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على اقتصاد الدولة.
أهمية السوق الموازية
بناءً على الكلام الذي ذكرناه لك في الفقرات السابقة قد يتهيأ لك بأن هذه السوق ليس لها أي أهمية. ولكن في الواقع، تشكل السوق الموازية أهمية كبيرة في عالم التداول، وبشكل خاص بالنسبة للمتداوليين وللمستثمرين في مجال الأسهم. وذلك لأنها تسمح لهم بإلقاء نظرة أولية على أداء أسهم الشركات المختلفة قبل أن تنطرح هذه الأسهم في البورصة بشكل أساسي. الأمر الذي يمكن أن يساعد في عملية اتخاذ القرار حيال الاستثمار في أسهم هذه الشركات أم لا. كما أن هذه السوق يمكن أن تساعد الشركات نفسها بشكل كبير، لكون التقديرات الأولية يمكن أن تعطي نظرة عامة عن مدى أداء الأسهم في المستقبل.
تداول أسهم السوق الموازية
كما ذكرنا لك في السابق، تتمركز السوق الرمادية أو السوق الموازية خارج البورصة العالمية. ولهذا السبب لا يمكن الاستثمار في أسهم هذه السوق بطريقة تقليدية، أي أن البورصة لن يكون لها أي يد في هذا الاستثمار. ولهذا السبب يعمل الأشخاص الراغبين في الاستثمار في هذه الأسهم بالاعتماد على وسطاء التداول أو مقدمي التداول. الذين يقومون بدورهم في تقديم أسهم السوق هذه على المستثمرين. ومن ثم يمكن للمستثمر أن يقرر فيما إذا كان يرغب بشراء هذه الأسهم، في حال كان يعتقد بأن القيمة السوقية للشركة يتكون أكبر من القيمة المتوقعة. أو بيع الأسهم في حال كان يعتقد العكس.
وبشكل عام، يعتبر الاستثمار في أسهم السوق الموازية أكثر تعقيداً من الاستثمار في أسهم البورصة. وذلك لأنه يتطلب خبرة عامة في هذا المجال، بالإضافة إلى الخبرات والمهارات المتعلقة في عملية التداول بحد ذاتها. ولهذا السبب لا ينصح بالاعتماد على هذا التداول من قبل الأشخاص ذوي الخبرة القليلة فيه. أو من قبل الأشخاص المبتدئين في مجال التداول، والذين يبحثون عن فرصة استثمار مميزة.
السوق الرمادية في السعودية
تم طرح مفهوم السوق الرمادية في المملكة العربية السعودية لأول مرة في عام 2017. حيث كان يضم هذا السوق أسهماً تخص 7 شركات مختلفة، تعمل في مجالات مختلفة. ولقد كانت هذه السوق تحت الإشراف والرقابة من قبل هيئة السوق المالية في السعودية. ولقد قمت هذه السوق في السعودية شروطاً وتسهيلات مرنة للغاية بالنسبة للشركات والمستثمرين، وخصوصاً بالمقارنة مع الأسواق البديلة، أي أسواق التداول الرئيسية.
وكان المغزى الأساسي من إقامة هذه السوق هو مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الولوج إلى السوق الكبيرة. حيث تسمح لهم السوق الموازية أن يقوموا بتوسيع مصادر التمويل الخاصة بهم، الأمر الذي يساعد على نمو وتطور هذه الشركات. مع العلم بأن هناك بعض الشروط التي يجب على الشركة تطبيقها وتحقيقها لكي تتمكن من الولوج إلى هذه السوق. وسنذكر لك أبرز هذه الشروط في الفقرة التالية.
شروط الادراج في السوق الرمادية السعودية
لكي تتمكن أي شركة من الإدارج في السوق الموازية في السعودية يجب أن تحقق الشروط التالية:
- أن لا تقل القيمة السوقية لهذه الشركة عن مبلغ 206 مليون دولار أمريكي. ولا يمكن قبول الشركة أبداً في حال كانت قيمتها السوقية أقل من هذا المبلغ.
- أن يتم طرح 20% من أسهم هذه الشركة في هذا السوق، وذلك كحد أدنى طبعاً.
- يجب أيضاً أن يتراوح عدد الأشخاص المساهمين في هذه الشركة بين 35 و 50 فرداً، أي يجب أن لا يقل هذا العدد عن 35.
- يجب على الشركة أيضاً أن تلتزم بتبني ممارسات إدارية، ومالية صادقة بشكل يتماشى مع المعايير التي قامت الحكومة بوضعها. كما يجب أن تقوم الشركة بالإفصاح عنها أيضاً.
أبرز مثال عن السوق الموازية
تعتبر شركة تويتر واحدة من أبرز وأشهر الشركات العالمية التي تم إدارجها في السوق الرمادية قبل موعد الاكتتاب العام الخاص بها. وذلك في عام 2013، حيث لاقت هذه الشركة شعبية ورواجاً كبيراً في السوق الرمادي، الأمر الذي أدى إلى رفع القيمة السوقية الخاصة بها. والجدير بالذكر هنا أن السوق الرمادي تمكن من توقع أسعار أسهم هذه الشركة بشكل أدق من توقعات الشركة نفسها. حيث توقعت الشركة أن تبلغ قيمتها السوقية 18 مليار دولار أمريكي، في حال كانت توقعات السوق الموازي 24 مليار دولار أمريكي تقريباً. وفي نهاية اليوم الأول من التداول كانت القيمة السوقية الأولية للشركة تقريباً 30 مليار دولار أمريكي.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اليوم. حيث قمنا فيه بالتحدث عن كل المعلومات المهمة عن السوق الرمادية أو السوق الموازية. لا تنسى أن تقوم بزيارة موقعنا بشكل مستمر لقراءة المزيد من المقالات الأخرى، ذات المواضيع المميزة والمفيدة.
اقرأ المزيد من موقعنا: